أصدرت سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي “دافز” دليل صناعات الحلال الشامل، ضمن مبادراتها الرسمية في استراتيجية دبي عاصمة للاقتصاد الاسلامي 2017-2021، ويعد الدليل الذي يحمل عنوان “دبي – بوابة عالمية لصناعات الحلال: دليلك خطوة بخطوة” الأول من نوعه، ليتناول قطاعات الحلال وتشعباته العديدة، مسلطاً الضوء على الفرص الاستثمارية الضخمة التي يمكن للمستثمرين الأجانب الاستفادة منها وبالتالي تفعيل مساهمتهم الحقيقية في دفع عجلة نمو الاقتصاد الإسلامي.
وقام الدليل بفهرسة المنظومة الاقتصادية في إمارة دبي الداعمة للنماء والازدهار والتزامها القوي كعاصمة عالمية للاقتصاد الإسلامي، حيث يتضمن الدليل الجديد الذي استخدم فيه “خط دبي”، فصولا تعريفية وإرشادية تمكّن المستمثر الأجنبي من استكشاف سوق الحلال في تعدد قطاعاته، من التغذية والمشروبات، والصيدلة والأدوية، ومستحضرات التجميل، والسفر، إلى الملابس/ البيع بالتجزئة وغيرها من القطاعات ذات الصلة، عبر تزويده بنماذج تقييمية وقوائم تدقيق تساعده في دخول السوق الإسلامي، ورسم ملامحه الاستراتيجية وخطواته القادمة.
وتهدف دافز من هذا الإصدار الفريد على مستوى الدول الاسلامية والعالم المدعوم من قبل “مركز دبي لتطوير الإقتصاد الإسلامي”، وبالتعاون مع الشريك المعرفي “دينارستاندارد”، إلى تعزيز اسهاماتها المعرفية في دفع النمو الاقتصادي لإمارة دبي وزيادة تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاعات الحلال، وذلك في شرح مسهب وتفصيلي عن كل قطاع من القطاعات المدرجة تحت إطار صناعة وتجارة الحلال، مع الإشارة إلى أهمية إمارة دبي كصلة وصل ومدخل رئيس إلى أسواق الاقتصاد الاسلامي كافة بمدة أقصاها 5 ساعات جوّاً. كما قام الدليل بتوضيح ورسم حوكمة “الحلال” في الدولة من خلال عرض الإجراءات والمعايير والخدمات التي تقدمها الهيئات والمراكز الحكومية سواء كانت في شهادات واعتمادات الحلال إو الاستشارات والجوانب ذات الصلة بالإقتصاد الإسلامي عموماً والحلال خاصة.
وتوجهت المنطقة الحرة بجزيل الشكر والعرفان في الدليل لشركاء النجاح الذين قاموا في إثراء الدليل وتغطية كافة الجوانب العملية والعلمية فيه، وتضمنت قائمة الجهات الحكومية المساهمة في الدليل: مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، وهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، ومركز الإمارات العالمي للاعتماد، وبلدية دبي، إضافة إلى شركات دافز التي تم تضمينها في الدليل كنماذج رائدة من دبي في سوق الحلال، وأبرزها: هيرشيز(Hershey’s)، مختبرات أبوت (Abbot Laboratories) ، ناتوري بيسيه (Natura Bisse) وسبانيش كيت (Spanish Kits) .
وقد أعرب سعادة الدكتور محمد الزرعوني، مدير عام “دافز” عن ثقته الكبيرة في الدليل الجديد مشيراً إلى دور دافز المحوري في دعم استراتيجيات دولة الإمارات عموماً وإمارة دبي خصوصاً في مختلف المجالات، قائلاً: “تعد المبادرة الاستراتيجية التي طورتها دافز علامة فارقة في تثقيف وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لدفع عجلة نمو صناعات الحلال عالميًا من دبي، حيث أبرز الدليل المنظومة السلسة التي صاغتها دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة دبي لتعزيز تجربة المستثمرين الأجانب من حيث تأسيس الأعمال إلى اعتمادات وشهادة الحلال الأمر الذي يأتي مكملاً لكافة المبادرات الوطنية المعنية في الاقتصاد الإسلامي. ولطالما كانت دافز سباقة في دعم جميع المبادرات الحكومية والقطاع الخاص الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للاستثمارات الأجنبية المباشرة. ونحن متفائلون في تطوّر وارتقاء الاقتصاد الإسلامي وقطاع الحلال في الدولة، خاصة بعد أن تصدّرت الإمارات المركز الأول عربياً، والثاني عالمياً في مؤشر الاقتصاد الإسلامي للعام 2016.”
وعقّب سعادته: ” لطالما لعبت المناطق الحرة بدبي دوراً تفاعلياً متكاملاً لتنمية القطاعات الحيوية في الإمارة، وبدأ قطاع الحلال الذي يشهد نموًا سنويًا بنسبة 8٪ حسب الإحصائيات الرسمية، يأخذ موقعه المتميز في اقتصادنا الوطني من حيث الاهتمام الحكومي والتدفقات التجارية لما يحمله من فرص استثمارية عالية لدفع السوق إلى صدارة الأسواق العالمية. وتأتي مساهمة دافز المعرفية في هذا الدليل استكمالاً لدورها الاقتصادي الحيوي الرائد منذ أكثر من عقدين، متطلّعين إلى نقل هذا الدليل عالميًا من خلال عقد الندوات والمشاركة في المحافل الاقتصادية الدولية لاستقطاب المستثمرين الأجانب والمهتمين في قطاع الحلال إلى عاصمة الاقتصاد الإسلامي – دبي”.
ووفقاً لتقرير واقع الاقتصاد الإسلامي العالمي لعام 2016/2015 تقدر قيمة الاقتصاد الإسلامي بـ1.9 تريليون دولار أمريكي متوقعاً أن يصل إلى ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2021، بنمو 8% سنوياً. وتحتل الأغذية والمشروبات المرتبة الأولى بين الفئات التي ينفق عليها المسلمون وبلغت قيمتها نحو 1.17 تريليون دولار مع توقعات بوصوله إلى 1.9 تريليون دولار بحلول العام 2021، ويليها قطاع الملابس بقيمة 243 مليار دولار أميركي، ثم الإعلام والترفيه الإسلامي بقيمة 189 مليار دولار، والسفر بقيمة 151 مليار دولار، أما الأدوية ومستحضرات التجميل الحلال فتقدر بـ78 مليار دولار ومع استمرار رواده في التوسع وزيادة التوعية حول المكونات والمواد المستخدمة فيها، متوقعاً أن يصل إجمالي إنفاق المسلمين على منتجات هذا القطاع إلى 213 مليار دولار بحلول 2021.
وحسب الإحصائيات الصادرة من هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس مؤخراً، يقدر حجم أسواق وتجارة المنتجات الحلال بأكثر من 2.3 تريليون دولار، فيما تستحوذ الأغذية والمشروبات على نحو 67% من حجم هذه التجارة بما قيمته 1.4 تريليون دولار تقريباً، والمتوقع أن يصل معدل النمو السنوي مستقبلاً إلى 5.6% سنوياً بحلول عام 2020، ليصبح حجم الإنفاق فيه ما يعادل 1.6 تريليون دولار سنوياً، في وقت تشير فيه الإحصائيات الأخرى إلى أن ما يتراوح بين 75 % و80% من المنتجات الغذائية الحلال يتم استيرادها من دول غير إسلامية.